إني سميتها مريم
تاريخ النشر:
٢٠١٦
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
١٥٥ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
"ديسمبر لا يعرف الرحمة"
خطت يداه تلك الكلمات مستجيبًا للبرودة التي تجتاح كل ذرة في جسده النحيل؛ فرغم ما تحويه ليالي ديسمبر من قسوة فقد كان يعشق الخضوع لتلك الرسل المبعوثة من قبل الذكريات والماضي اللذين قد بنيا مستعمرات في قلبه ووجدانه. لم يكن هناك شيء يستطيع أن يمنعه من الكتابة في حضرة هذه البرودة سوى المطر، وحدث ما خشيّ؛ وعانقت السحب بعضها بعضا وسقط الغيث. أغمض عينيه ليستمتع بصوت شجار المطر مع زجاج النوافذ، ولحسن حظه أنه في تلك اللحظة قد علا صوت الموسيقى بتلك النغمات التي تذيبه وتلهمه جميع ما يكتب.
تمنى كثيرًا أن يقابل "yanni" حتى يخبره أنه يدين له بكل ما كتب من قصائد وروايات وود أن يخبره أيضًا بأن المقطوعة الموسيقية التي سماها "until the last moment" ما هي إلا مزيجًا من أصوات تغريد بلابل وعصافير الفردوس العليا.
نزع سماعات الأذن ووضعها على المنضدة وتركها لتجاور القلم والأوراق وحافظة نقوده وما بها من أوراق لا يعلم ما فيها سواه، وهاتفه المحمول، وما تبقى من قهوته التركية، وعددًا ما يكفي من نيكوتين يعطيه سببًا واضحًا ليظل يومًا أخر على قيد تلك الحياة.
سار بخطوات ثقيلة حتى داعب النوافذ بزفيره البارد الذي ما لبث إلا ثوان وتحول لقطرات ماء تعكس قطرات المطر على الناحية الأخرى. تلك الأجواء المفضلة لديه، كم يعشق الشتاء وكم يكرهه أيضًا !. كم من الذكريات قد مرت أمام عينيه في تلك اللحظات وتركت له تلك الابتسامة التي تعانق شفتيه الآن.
تصاعدت نغمات هاتفه المحمول فاصطدمت بقطار ذكرياته فأوقفته. اتجه إلى الهاتف الذي يتصاعد منه صوت منير مغنيًا "شيء من بعيد ناداني. وأول ما ناداني. جرى لي ما جرالي" ولكن لفت انتباهه أن رقم المتصل لا يظهر. ليس هناك رقم ولا يظهر سوى تلك العبارة "unknown". وليس من المعتاد أن يرد على من يجهل هويته ولكنه استجاب لنداء بداخله يجهله ولكنه يصدقه فأجاب:
آلو.
لم يتلق إجابة، فعاود مرة أخرى:
آلو!
همّ أن يغلق الاتصال ولكنه سمع شخصًا ما يتنحنح وكأنه خاجلٌ من شيء ما، فقال في هدوء:
أحمد جلال. آلو؟
في تلك المرة جاء الرد من صوت لم يكن متوقعًا على الإطلاق:
أحم. آلو.
شعر وكأنما قد صُب عليه ماء ساخن في منتصف أغسطس. سمع صوتًا أنثويًا، حانيًا، هادئًا، مريحًا للأعصاب ومثيرًا لإفراز هرمون السلام والاسترخاء.
أيوه يا فندم اتفضلي.
أيوه يا أستاذ أحمد. أنا مريم.
خطت يداه تلك الكلمات مستجيبًا للبرودة التي تجتاح كل ذرة في جسده النحيل؛ فرغم ما تحويه ليالي ديسمبر من قسوة فقد كان يعشق الخضوع لتلك الرسل المبعوثة من قبل الذكريات والماضي اللذين قد بنيا مستعمرات في قلبه ووجدانه. لم يكن هناك شيء يستطيع أن يمنعه من الكتابة في حضرة هذه البرودة سوى المطر، وحدث ما خشيّ؛ وعانقت السحب بعضها بعضا وسقط الغيث. أغمض عينيه ليستمتع بصوت شجار المطر مع زجاج النوافذ، ولحسن حظه أنه في تلك اللحظة قد علا صوت الموسيقى بتلك النغمات التي تذيبه وتلهمه جميع ما يكتب.
تمنى كثيرًا أن يقابل "yanni" حتى يخبره أنه يدين له بكل ما كتب من قصائد وروايات وود أن يخبره أيضًا بأن المقطوعة الموسيقية التي سماها "until the last moment" ما هي إلا مزيجًا من أصوات تغريد بلابل وعصافير الفردوس العليا.
نزع سماعات الأذن ووضعها على المنضدة وتركها لتجاور القلم والأوراق وحافظة نقوده وما بها من أوراق لا يعلم ما فيها سواه، وهاتفه المحمول، وما تبقى من قهوته التركية، وعددًا ما يكفي من نيكوتين يعطيه سببًا واضحًا ليظل يومًا أخر على قيد تلك الحياة.
سار بخطوات ثقيلة حتى داعب النوافذ بزفيره البارد الذي ما لبث إلا ثوان وتحول لقطرات ماء تعكس قطرات المطر على الناحية الأخرى. تلك الأجواء المفضلة لديه، كم يعشق الشتاء وكم يكرهه أيضًا !. كم من الذكريات قد مرت أمام عينيه في تلك اللحظات وتركت له تلك الابتسامة التي تعانق شفتيه الآن.
تصاعدت نغمات هاتفه المحمول فاصطدمت بقطار ذكرياته فأوقفته. اتجه إلى الهاتف الذي يتصاعد منه صوت منير مغنيًا "شيء من بعيد ناداني. وأول ما ناداني. جرى لي ما جرالي" ولكن لفت انتباهه أن رقم المتصل لا يظهر. ليس هناك رقم ولا يظهر سوى تلك العبارة "unknown". وليس من المعتاد أن يرد على من يجهل هويته ولكنه استجاب لنداء بداخله يجهله ولكنه يصدقه فأجاب:
آلو.
لم يتلق إجابة، فعاود مرة أخرى:
آلو!
همّ أن يغلق الاتصال ولكنه سمع شخصًا ما يتنحنح وكأنه خاجلٌ من شيء ما، فقال في هدوء:
أحمد جلال. آلو؟
في تلك المرة جاء الرد من صوت لم يكن متوقعًا على الإطلاق:
أحم. آلو.
شعر وكأنما قد صُب عليه ماء ساخن في منتصف أغسطس. سمع صوتًا أنثويًا، حانيًا، هادئًا، مريحًا للأعصاب ومثيرًا لإفراز هرمون السلام والاسترخاء.
أيوه يا فندم اتفضلي.
أيوه يا أستاذ أحمد. أنا مريم.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج