أسوار بيننا

استيقظت سمر في ساعة مبكرة من الصباح رغم قلقها طوال الليل وحرمانها من نومٍ مريح.,أسندت رأسها مزدحمة بالعديد من الأفكار إلى ظهر سريرها وهي تبدو مرهقة ومتوترة.,ثم ما لبثت أن غادرت فراشها لتطلع على الحديقة المحيطة بالشاليه الذي جاءت لتقضي فيه الإجازة الصيفية مع أسرتها.,أرادت أن تعود إلى فراشها مرة أخرى في محاولة لتعويض ساعات النوم التي حرمت منها.,لكنها سرعان ما تبيّنت أن محاولتها ستفشل حتمًا وتزيدها توترًا. فأصرت أن ترتدي ثيابها وتنزل إلى الحديقة. وما لبثت أن هبطت درجات الدرج القليلة المؤدية إلى الحديقة لتلقي بجسدها المنهك فوق الأريكة الموجودة في احد أركانها، وهي تتطلع إلى مياه البحر الممتدة أمامها.,حيث أخذت عيناها تتابعان حركة الأمواج المتلاطمة في انسيابية ورتابة.,كان المشهد أمامها باعثًا على الهدوء والسكينة.
أرادت أن ترسم لنفسها صورة أمام الجميع تتناسب مع ثقل المسئولية الملقاة على عاتقها وكان عليها أن تواري مشاعرها وأحاسيسها خلف سياج صلب. حتى صدقت أن تلك المشاعر لم يعد لها وجود في حياتها، لكن الأنثى بداخلها بدأت تتمرد عليها وتدعو لمغادرة ذلك السياج، وعندما بدأت المحاولة وجدت أن السياج تحول إلى أسوار متعددة تفصل بينها وبين رغبتها في التحرر.