حديث الهميان

حديث الهميان

تاريخ النشر:
٢٠١٩
عدد الصفحات:
٢١ صفحة
الصّيغة:
١٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

مُعلّى بن سعيد أبو خازم التنوخي توفى 353
كُنتُ بمكّة في سنة أربعين ومائتين، فرأيتُ خُراسانيًّا يُنادي: معاشر الحُجّاج، من وجد هميانًا فيه ألفُ دينارٍ يرُدُّهُ عليّ، أضعف اللّهُ لهُ الثّواب. فقام إليه شيخٌ من أهل مكّة كبيرٌ من موالي جعفر بن مُحمّدٍ، فقال: يا خُراسانيُّ، بلدُنا فقيرٌ أهلُهُ، شديدٌ حالُهُ، أيّامُهُ معدُودةٌ، ومواسمُهُ مُنتظرةٌ، لعلّهُ يقعُ بيد رجُلٍ مُؤمنٍ يرغبُ فيما تبذُلُهُ لهُ حلالًا يأخُذُها،

ويرُدُّهُ عليك. قال الخُراسانيُّ: يابا، وكم يُريدُ؟ قال: العُشر، مائة دينارٍ. قال: يابا، لا نفعلُ، ولكن نُحيلُهُ على اللّه عزّ وجلّ. قال: وافترقا. قال مُحمّدُ بنُ جريرٍ الطبريُّ: فوقع لي أنّ الشّيخ صاحب القريحة الواجدُ للهميان، فاتّبعتُهُ، وكان كما ظننتُ، فنزل إلى دارٍ مُستفلةٍ خلقة الباب والمدخل، فسمعتُهُ يقُولُ: يا لُبابةُ. قالت: لبّيك أبا غياثٍ. قال: وجدتُ صاحب الهميان يُنادي عليه مُطلقًا، فقُلتُ لهُ: قيّدهُ بأن تجعل لواجده شيئًا، فقال: كم؟ قُلتُ: عُشرُهُ، فقال: لا، ولكن نُحيلُهُ على اللّه عزّ وجلّ، فأيّ شيءٍ نعملُ، ولابُدّ لي من ردّه؟ قال: فقالت لهُ لُبابةُ: نُقاسي الفقر معك مُنذُ خمسين سنة {ولك أربعُ بناتٍ، وأُختان، وأنا وأُمّي، وأنت تاسعُ القوم} فأشبعنا واكسُنا، ولعلّ اللّه تبارك وتعالى يُغنيك فتُعطيهُ، أو يُكافئهُ عنك ويقضيهُ. فقال لها: لستُ أفعلُ، ولا أحرقُ حُشاشتي بعد ستٍّ وثمانين سنةً. ثُمّ سكت القومُ، وانصرفتُ،
لم يتم العثور على نتائج