تسع عشرة امرأة

تسع عشرة امرأة

سوريّات يروين

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٨
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
٤٣٤ صفحة
الصّيغة:
٦٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

يضمّ هذا الكتاب جهد مجموعة حوارات أجريتُها مع خمس وخمسين امرأة في البلدان الّتي لجأن إليها:‬ تركيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، لبنان، بريطانيا وهولندا، وكذلك في الدّاخل السّوريّ. اخترت منها تسع عشرة شهادة فقط، بسبب الشّبه المتكرّر في تجارب النّساء، والّذي يظهر لنا جزءًا من الجحيم الّذي قاومنه بشجاعة في سورية، وهو جزء من جحيم تعيشه النّساء في العالم العربيّ وفي مناطق أخرى من العالم، فكانت الأولويّة في الاختيار لمسألة التّنوّع الجغرافيّ السّوريّ، لتشكيل مشهديّة أوسع عن الذّاكرة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ذهب هاجس السّؤال عندي إلى مسؤوليّتنا كأفراد في تكوّن ذاكرة حقيقيّة وفعليّة، مضادّة لتلك الّتي تسعى إلى تبرير الجريمة، ذاكرة قادرة على تثبيت سرديّة موازية تنصف قضيّتنا العادلة، وتُظهر جزءًا من الحقائق ساطعًا وبليغًا. لقد رأيت أنّ أساس البدايات هو التّحديق والبحث في صورتنا المُفترضة كهويّة جمعيّة، وتفكيكها، ومكاشفتها. ببساطة كانت هذه الذّوات الّتي شكّلتها النّساء جزءًا من ذلك البحث المحموم الّذي قادني إلى التّحديق المهول في تلك الهوية.
هذا الكتاب هو أحد طرائقي في المقاومة، وجزء من إيماني بدورنا كمثقّفين وكتّاب في تحمّل مسؤوليّتنا الأخلاقيّة والوطنيّة تجاه العدالة وإنصاف الضّحايا، والّتي يتجلّى أهمّ وجوهها في حربنا ضدّ النّسيان.


من الكتاب:
. «في اليوم الأخير وقبل خروجي النّهائي من «حلب»، أردتُ إيصال معونات غذائيّة إلى مجموعة عائلات، كانت على وشك الموت جوعًا. كنتُ أركض في منطقة فيها قنّاصة، فرأيتُ سيّارة مشتعلة إثر قذيفة سقطت عليها، وفيها ناس يحترقون. لم أتوقّف لأُسعفهم، فقد كانوا موتى، وأنا أعرف أن هناك أطفالًا جائعين في انتظاري. عندما وصلتُ إلى مكان وجود العائلات، وقبل أن أُسلّمها الطّعام، سقطت قذيفة فوقنا. في الدّقائق العشر الأولى، لم أر سوى الدّخان الأسود، ثمّ بدأ ما حولي يتّضح شيئًا فشيئًا من جثث وأشلاء. عشتُ من جديد! وقلتُ في نفسي: يا للكارثة! لقد عشتُ! أمضيتُ ثلاثة أرباع السّاعة أبحث عن سيّارة لنقل الجرحى. كان المصابون كُثُرًا. لن أنسى ذلك اليوم ما حييتُ! مات الجرحى أمامي، ولم أستطع إنقاذهم. كانوا أفراد عائلات جائعين، تحوّلوا فجأة خلال دقائق أشلاء متناثرة أمامي! حدث هذا في حيّ «أغيور» في الشّهر الحادي عشر من عام 2016.
حتّى الآن لا أصدّق كيف بقيت على قيد الحياة. لقد خرجت عشرات المرّات من تحت الأنقاض والرّكام وانتشلت جثث أصدقائي.».

سمر يزبك: كاتبة وصحافية سورية، ولدت في مدينة جبلة سنة 1970. عملت في عدة صحف عربية وسورية، وكتبت للتلفزيون أفلاما تتناول قضايا حقوق المرأة. أصدرت 11 كتابا بين قصة ورواية وسرد منها «صلصال، لها مرايا، جبل الزنابق، المشّاءة».
أسست سنة 2012 «النساء الآن من أجل التنمية»، وهي مؤسسة تعنى بتمكين النساء على المستوى الاقتصادي والثقافي والسياسي، في مناطق الحرب ومخيمات اللجوء. بعد الانتفاضة الشعبية سنة 2011، اشتغلت سمر على توثيق الذاكرة السورية في كتابيها «تقاطع نيران، بوابات أرض العدم». ويشكل كتاب «تسع عشرة امرأة» الجزء الثالث من شغلها على هذه الذاكرة. حصلت على عدة جوائز عالمية، وتقيم حاليا في باريس.
عرض ١-١ من أصل ١ مُدخل.
ضيف
ضيف
٠٦، ٢٠٢٠ فبراير
جميل الكتاب واعجبني جدا