سبع ليال في حدائق الورد

«سبع ليالٍ في حدائق الورد» هي مجموعة قصصية صينية؛ تضم أبطالاً عدة من منطقة «الممرات الثلاثة». قصة مغنّ فولكلوري فقد عصا الغناء الخاصة به، ولا يعلم كيف يكمل مساره في الغناء. وقصة شاب ريفي يقتحم منزل سيدة مشهورة ويتهمونه بالسرقة، ولا يعلم هل هو من تسبب في إيذائها حقاً أم لا، وقصة شاب فقد أسرته كلها ويعاني من الوحدة ولا يعلم مصير حياته من بعد أسرته، وقصة فتاة ريفية تبحث عن شريك حياتها المناسب وتواجه تقاليد مجتمعها؛ التي تحول دون أن ترتبط بمن تحبه، فيلجآن الى الغناء والموسيقى للتعبير عن حقهم المشروع في الارتباط. القصص تصور العادات والتقاليد في القرى الصينية، وما يتبع ذلك من معاناة يعيشها أفراد هذه القرى، مقارنة بحياة الصينيين المرفّهة في المدن المتحضرة. من عناوين المجموعة «عصا الغناء»، «سبع ليالٍ في حدائق الورد»، «ملابس باللون الأزرق السماوي»، «زواج لي يو شيا»، «فتاة المزرعة».

من أجواء قصة «عصا الغناء»: «ذلك المساء، ومن دون أي تحذير مسبق، حدث أمر غير متوقع، ترك الجميع في حالة ذهول، على خشبة المسرح المليئة بالأضواء الساطعة، تساقطت بتلات أزهار الكاميليا، كحبات رقيقة من المطر، في انتظار ظهور «شاو لو»، لكنه لم يظهر، كررت مذيعة الحفلة «فانج لود» اسمه مرات عدة، داعية إياه الى الصعود: فلنرحب بالمزارع المغني «شاو لو»؛ القادم إلينا من بلدة «نهر لونجتشوان» بمنطقة «سد الممرات الثلاثة»، لكن الرجل ظل مختفياً دون أثر، رسمت المذيعة ابتسامة مصطنعة على شفتيها، محاولة التغلب على إحساسها بالحرج، في كواليس المسرح راح الكل يفتش عنه في جميع الزوايا والأركان، ممسكاً بجهاز اللاسلكي، شاركهم البحث «شياو دينج» المسؤول الأول عن العرض، بدا كفأر مذعور وهو يتحرك بعصبية في كل اتجاه؛ مكرراً السؤال ذاته على كل من يقابله: ألم تر «شاو لو»؟ ذلك الذي يضع وشاحاً على رأسه؟ لقد كان هنا منذ لحظات... جالساً في ذلك الركن وهو يحفظ كلمات أغنيته... كيف اختفى هكذا في غمضة عين».
يي ماي أديبة صينية تنتمي الى قومية «تو جيا»، إحدى الأقليات الصينية، انتخبت العام 2016 عضواً في اللجنة العليا لاتحاد الكتاب الصينيين، نشرت الكثير من الأعمال الأدبية ما بين قصة قصيرة ونثر وشعر، ومن أشهر مجموعاتها القصصية: «نهر قوارب التنين الكئيب»، «تسعة أصوات» و«الحب الأول».