عشرة أيام هزت العالم

"عشرة أيام هزت العالم"، هو كتاب للكاتب الأمريكي والإشتراكي، الشاب جون ريد، الذي شهدَ الأحداث الحاسمة للثورة البلشفية، فقام بعرضٍ في كتابه، بشكلٍ تفصيليٍّ وتسجيليٍّ لأهم الأحداث التي عاشتها الثورة الروسية الكبرى وبالتحديد في الفترة الصعبة ما بين 16 و26 تشرين الأول/أكتوبر 1917، فأصدر الكتاب في الولايات المتحدة عام 1919 ثم في الاتحاد السوفييتي باللغة الروسية عام 1923، وفيما بعد أسس ريد الحزب الشيوعي الأمريكي.
وقد اعتُبرَ هذا الكتاب كأهم مصدرٍ ومرجعٍ لأحداث تلك الثورة التي جاءت بالنظام الاشتراكي لأول مرة في التأريخ. والكتاب بمثابة فيلم تسجيليّ، وروايةً للأحداث بشكل مثير ل ريد، الذي عاش هذه الأحداث والتي غيرت مسار التاريخ على نطاق العالم وتعاطف معها. إلى جانب ما عرضه ريد في هذا الكتاب لما شاهده بأمِّ عينيه ، أضاف في الفصليّن الأولين معلوماتٍ عن جذور ثورة أكتوبر وأسبابها المباشرة، كما يلقي الضوء في هذين الفصليين على عملية انهيار الإقتصاد وتفكك الجيش وهما ظاهرتان تعودان بجذروهما، حسب رأيه، إلى 1915 ويتحمل مسؤولية تدميرها المحيط القريب للقصير، وهو محيط معاد لسياسته الرامية إلى عقد صلح منفرد مع ألمانيا.
وهذا الكتاب هو نبذة مكثفة من التاريخ، التاريخ كما شاهده، وهو لا يدعى بأكثر من أن يكون تقريرًا مسهبًا عن ثورة نوفمبر، حين قام البلاشفة على رأس العمال والجنود بالاستيلاء على سلطة الدولة في روسيا ووضعوها في يد السوفييت.
يقول ريد عن كتابه هذا: "وإني لأجد نفسي مضطرًا في هذا الكتاب، الأول من مجموعة كتب أقوم بتأليفها، إلى الاقتصار على تسجيل الأحداث التي شهدتها وعايشتها شخصيًا أو التي أكدها شهود موثوق بهم؛ والفصلان الأولان منه يصوران باقتضاب الظرف الذي جرت فيه ثورة نوفمبر وأسبابها، وإني لأدرك أن قراءة هذين الفصلين ليست سهلة، ولكنهما جوهريان لفهم ما يلي ذلك، وطبيعي أن ستتبادر للقارئ أسئلة كثيرة، ما هي البلشفية؟ وأي نوع من النظام السياسي أقام البلاشفة؟ وما دام البلاشفة قد ناضلوا قبل ثورة نوفمبر في سبيل الجمعية التأسيسية، فلماذا فضوها فيما يعد بقوة السلاح؟ وما دامت البرجوازية، بعد أن بات الخطر البلشفي جليًا، قد وقفت ضد الجمعية التأسيسية، فلماذا أصبحت فيما بعد حاملة لوائها؟، لا يمكن إعطاء الجواب هنا على هذه الأسئلة وكثير غيرها، فأنا أتتبع سير الثورة، حتى عقد الصلح مع ألمانيا، والجدير بالذكر أنه لم تكن عواطفي على الحياد أثناء الصراع، ولكني حاولت، وأنا أصف تاريخ تلك الأيام العظام، أن أنظر إلى الأحداث بعين الراوية الأمين المهتم بتسجيل الحقيقة."