للحب شعائر خاصة

للحب شعائر خاصة

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠٢٠
عدد الصفحات:
٢٨٢ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

"عند الوقت المتفق عليه مساءً كان الجميع يستعد للتنافس، حيث ركض الصبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة عشر والسابعة عشر خلف بعضهم البعض قاصدين ترعة تلك القرية القاصية، فالقفز في مياهها هو الدليل العلمي على إثبات الرجولة المبكرة، صعد أغلبهم ذلك الجسر القديم ليتخذوا وضعية الإستعداد، وكان من بينهم أحد الصبية المتحمسين لهذه التجربة المثيرة، نزع "أحمد" جلبابه القديم عن جسده ليظهر صدره العاري وبقي فقط بسرواله الداخلي، تضاعفت حماسته بدرجة ملحوظة مع أول قفزة ناجحة لأحدهم، نالت إعجابه فصفق مهللاً بصياح مرتفع اختلط مع صياح الفتية، التفت بوجهه نحو أخيه الأكبر "حسن" فرآه ممتقع الوجه، هز الأخير رأسه معترضاً ونظرات الخوف تملأ حدقتيه هاتفاً بلاش، طمأنه قائلاً بثقة وهو يتأهب في وقفته، متقلقش عليا، قبض حسن على ذراعه متابعاً برجاءٍ أشد، أمك موصياني عليك، إنت هتعمل زي العيال دول، بالناقص منه الهم ده، أبعد يده عنه مردداً بإصرار وقد عبست ملامحه، ما ينفعش يا "عبده" أنا راجل ، عاوزني أطلع عيل قصادهم، ضاقت عيناه محذراً بلهجة شديدة، ولما التيار يسحبك ساعتها هاتبقى راجل؟، رد بابتسامة باهتة مظهراً شجاعة زائفة، يبقى نصيبي جاه كدة، اسمعني يا "أحمد"، ضغط على شفتيه مقاطعاً بجدية، معدتش ينفع!، عاود التحديق أمامه وهو يسحب نفساً عميقاً ليحفز به خلايا جسده ليستعد لتلك القفزة الخطرة، ربما هو الأصغر عمراً لكنه الأكثر جرأة وتمرداً، تراجع خطوة للخلف لينطلق بعدها في اتجاه حافة الجسر المحطمة، ثم وثب منها نحو الترعة معتقداً أنه المياه بها ضحلة وسيسبح فيها بسهولة كمن سبقه، بل وسينجح في إثبات رجولته التي ظهرت عليه مبكراً، لكن حدث الأمر سريعاً، امتزج صراخ أخيه مع صوت الإرتطام القوي بصفحة المياه الهائجة ليتحول كل شيء بعدها للإظلام".
لم يتم العثور على نتائج