صدى الأرواح

رواية صدى الأرواح للكاتب عبد الخالق كلاليب، هي رواية يطغى عليها علم النفس والفلسفة كخلفية لأحداث الرواية. وفي سياق البحث في جريمة قتل يقدم لنا الكاتب صورة مركبة عن مجموعة من الشخصيات التي يجمع بينها رابط الحزن والفقد والجراح والندبات النفسية والحب، على مسرح مجتمعي يشكل كل الإنعكاسات النفسية التي يمر بها الشخص بسبب حياته الغير مستقرة في سياق الجنون. ومن أبرز أبطال هذه الرواية، حامد، مريض نفسي يقدم لنا ما كتبه من تدوينات في دفتره الصغير، كان يعبر فيه عن حياته وعن رؤيته للفلسفة والفن والموسيقى والجمال، ويحكي لنا عن الحب الذي أفنى حياته لأجله، الذي هو محور حياته، لكنه يدفع حياته ثمنا لذلك الحب الذي يتمرد على المقاييس الاجتماعية التي يتمسك بها المجتمع، وتنسى تلك الحياة لسنوات عديدة، إلى أن يعثر طبيب نفسي يُدعى "عادل شكري" على هذه الدفاتر في قبو الييت الذي سكن فيه حديثا وتجذبه حكاية حامد، فيبدأ البحث عن الأسباب الحقيقية لمقتل ذلك المريض الغريب وهو في ريعان شبابه. يكتشف الطبيب أن الرجل الذي دوّن هذه الأوراق "حامد إبراهيم"، قتل قبل 22 عاماً، واتُّهم صديقه "سعيد" بقتله، لكن ما كتبه القتيل في دفاتره يؤكد أن الأخير كان صديقه المقرب وكانت علاقتهما جيدة، وهذا ما يجعل الطبيب يشك في الفاعل، فيتصل بابن عمه الذي كان هو محامي الدفاع عن "سعيد"، ويستنجد به لكشف ملابسات القضية القديمة. ومن اقتباسات الرواية: "كانت لحظة فارقة في حياتي عندما عثرت على تلك الحقيبة الجلد القديمة والمهترئة. كانت انعطافة حادّة ومفاجئة في طريق حياةٍ كانت تعاني أصلا من وحشةٍ باردة. سأدرك فيما بعد أن تلك الدفاتر القديمة في تلك الحقيبة ستغيّر نمط حياتي. تلك الحياة التي تحفل كما غيرها من الحيوات بالمنعطفات التي قد تكون غير متوقّعة وخطيرة أحياناً."