شروح على كتاب إشارات القرآن في علم الإنسان

شروح على كتاب إشارات القرآن في علم الإنسان

تاريخ النشر:
٢٠١٦
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
٤٦٠ صفحة
الصّيغة:
٦٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

كلمة (إشارات القرآن) كافية للدلالة على أن هذا الكتاب يمكن إدراجه ضمن التفسير الإشاري للقرآن الكريم الذي اشتهر به الصوفية. وسنعطي في ما يلي لمحة عن هذا النمط من التفسير، ثم نخصّص فصلا لأهمّيته عند الشيخ الأكبر.
أمّا كلمة (في عالم الإنسان)، فهي تعبّر عن الأساس الذي يعتمد عليه التفسير الإشاري، وذلك أنّ الأهم عند أهل الله - تعالى- هو فهم ما ورد في القرآن من قصص وأمثال وحكم وأحكام، فهمًا يجعلها متوجّهة لنفس الإنسان، إذ كل ما يظهر في الآفاق له ما يضاهيه في النفس. وما فائدة معرفة قصة آدم وإبليس أو موسى وفرعون مثلا إّذا لم يشهد عبرة كل ذلك في نفسه؟ وفي هذا المعنى يقول الشيخ في كتابه (عنقاء مغرب):
[ فليس غرضي في كل ما أصنّف في هذا الفنّ معرفة ما ظهر من الكون، وإنما الغرض تنبيه الغافل على ما وُجد في هذا العين الإنساني والشخص الآدمي (.) لا فائدة في معرفة ما خرج عن ذاتك إلا ما يتعلق بسبيل نجاتك].
ويبيّن الشيخ سبب استعمال أهل الله من الصّوفية الإشارات في كلامهم فيقول في "الفتوحات المكية" (ج1 ص:278):
[قال تعالى: (سنُريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفُسهم) - فصلت: 53-، يعني الآيات المنزلة في الآفاق وفي أنفسهم. فكل آية منزّلة لها وجهان: وجه يرونه في نفوسهم، ووجه آخر يرونه فيما خرج عنهم، فيُسمّون ما يرونه في نفوسهم إشارة].
ويجب التأكيد في هذا الموضوع على أنّ الشيخ لا يعني أبدا إهمال أو إغفال التفسير بالمأثور، والتفسير الظاهري التقليدي المشهور، بل يرى أنه هو الأصل والمرجع. وكل معنى يعارض ظاهر الآية مرفوض قطعًا. وينكر الشيخ أشد الإنكار على الذين أقحموا في تفسير القرآن إسرائيليات وأخبارا غير ثابتة، خصوصا تلك التي لا تليق بمقامات الأنبياء وعصمتهم عليهم السلام (الفتوحات: ج2:ص256/ج3:ص454-455.( لكن لا ينبغي أن ينحصر كلام الله تعالى في مفهوم واحد وينفي ما سواه، بل قد يفتح الله على أوليائه في قرآنه من لطائف الأسرار ما يليق بحال ومقام عبده.
لم يتم العثور على نتائج