لقيط القيظ
تاريخ النشر:
٢٠١٦
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
٤٢ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
ما بك يا قصائد هذا العام الحالم ؟ موعدُ قطافُ قافيتك قد أوشك بالتربُّع قبل أوانه وأنت لم تنضج ثمارك حتى الآن. ها هُم أولاد الجيران تشقُّ أفواههم تلاحين من أغاني حصاد نخيل المبسلي(1) ويرقصون حول مراجل الفاغور(2) الثائرة بالغليان ظهيرة شهر يوليو ، يتشاكسون مع بعضهم البعض ، ويجمعون البسر المُخطط بالأصفر والأحمر ، وترفضُ العجائز أن تحملفوق رؤوسهن المبادع والقفر المليئة بالرّطب ليعُدن إلى العريش بتلك الحكاية الجميلة المغلوبة بالتعب والفراغ ، لعلّ القيظ هذا لقيطُطلعات الفحل المُختبئة بين أشجار السوقم واللثب(3) المُمتد على خاصرة الوادي وفي نحر مزرعةٍ مهجورة منذُ مئات السنين يتثاءبُ منها رائحة السّباخ ، أذهلني كذلك أن شجرة ليمون البطحاء قد بكت ثمارها بحرارة ، وإن شجرة القاو(4) لم تحط الحشرات الصّيفية على أغصانهاالمرنة ، وأن شجرةُ الشّخر ما زالت دموعها البيضاء تنزفُ باستمرار ، وماذا بعد ؟ نسيتُ أن أُخبركم بأن جفنا الليل أو لعبة لم تنته(5) هي من نالت النصيب الأكبر من القراءة في هذا الموسمُ الصّيفيُّ الجميل والقريب إلى جميع الأرواح القرويّة أيضًا ، لقد كانت بمثابة الروح وجعلتُ أردّدُ بعضًا منها على مسامع أصدقاءُ الغُربة في العاصمة مسقط القادمون من كل مكانٍ ضاقت به الحياة ، هكذا وجدتُ نفسي أحتضر أمام موسمُ القيظ هذا دونما أيّة تردد.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج