جرح الياسمين

كتاب يضم مجموعة من القصص المتنوعة في جوهرها وموضوعاتها، يغلب عليها الطابع الواقعي في تفاصيل القصص التي مرت أمام ناظريّ الكاتبة، فجسدتها في قالب أدبي يخترق إحساس القارئ ويوضح له فكرة القصة والحكمة والعبرة فيها، تميزت قصصها بدقة التفاصيل التي تسردها، كما أنها أتقنت دور الراوي من خلال سردها لأحداث القصص، كما أجادت أسلوب الاقناع في التقديم للفكرة من خلال قصصها التي تحكي واقع الأرض المحتلة فلسطين، وسرد معاناة شعبها الذي لا يخفى على أحد، ولا يختلف عليه أحد، مما يجعل القارئ يعيش الحالة التي يقرأها بكامل الإحساس الصادق، كما أن انتقاءها للعناوين والأفكار يدل على ثقافة عالية للكاتبة وخبرة في الأجناس الأدبية التي تكتبها، فهي متمكنة من أدواتها ومن مفرداتها التي انتقتها لطرح فكرتها، بشكل جيد ويصل لقلب القارئ، لم تقتصر قصصها على أوضاع الوطن فحسب، إنما تناولت أيضا مواضيع العاطفة كالحب والأمومة والحزن والأمل والحظ...
بحيث ألمت بالمشاعر الإنسانية إلماماً جديراً بالتقدير، تفننت الكاتبة في تقديم الدلالات الأدبية لمواضيع قصصها وكشف مواقع الظلم والاضطهاد في بعض قصصها التي كانت تحكي وجع الوطن، كما أنها أجادت التكثيف القصصي في القصة الومضة، فنرى أن لديها ومضة مؤلفة من كلمتين فقط، هاتان الكلمتان شرحت موضوعاً كاملاً بكل عمق وإتقان، فكانت بليغة محكمة مدهشة بأقل الكلمات وأكبر المعاني، كذلك تناولت موضوع الحق والباطل في قصصها، فكانت ومضات سامية رفيعة المستوى ذات قيمة معنوية راقية وأدبية راقية.