لجوء

الكتاب يحكي قصة من الواقع لا يوجد فيها ضرب من الخيال، فكانت واقعية بحتة بكل تفاصيلها، تصف حالة المهاجرين من سوريا أثناء الحرب الضروس التي اجتاحت البلاد في الربيع العربي الدامي، فتصف معاناة المهاجرين عبر البحر ومواجهتهم لخطر الغرق، مقابل الوصول إلى الدول الأوربية لطلب اللجوء، والعيش في أرض أكثر سلاماً وأمناً من الوطن الأم الذي بات مذبحة ونهراً من الدماء التي تفيض في شوارعه دون رحمة في هذا الإنسان الذي لا ناقة له ولا جمل، وكانت الشخصيات كلها حقيقة لا مكان للوهم أو الخيال فيها، فالموقف لا يحتمل الخيال، شرحت الكاتبة كل التفاصيل المادية والمعنوية والوقائع التي حدثت أثناء رحلتها التي هي مغامرة أكثر من رحلة لجوء، فكانت من أخطر الرحلات أو المغامرات التي يمر فيها أي إنسان، إن الفر في مركب مطاطي لا يتسع لعشرة أشخاص، يمتلئ داخله أكثر من أربعين شخصاً ليس بالأمر السهل والإبحار في ليل حالكٍ ليس بالأمر السهل، فقد بات السوريين أشبه بسرب الطيور المهاجرة الباحثة عن مكان آمن تكمل فيه ما تبقى لهم من حياتهم، تلك الحياة المجهولة المصير ومجهولة المستقبل، لجيل ترك دراسته ومستقبله بات رهن الغربة ورهن البلد الذي ستأويه، قصت الكاتبة كل التفاصيل التي تخص رحلتها منذ خروجها من أرض الوطن الأم إلى أن وصلت الدولة الأوربية التي طلبت اللجوء منها.