عناقيد الجمر

الكتاب يحتوي على مجموعة قصص قصيرة جداً متنوعة ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية، مما جعل للكتاب رونقاً مميزاً بوجود القصص بلغتين مختلفتين، لقد ابتعد الكاتب عن الرتابة في قصصه وعن السرد المطول فكان التكثيف جيداً مما يخدم الحبكة القصصية، فسعى الكاتب غانم عمران المعموري إلى إيجاد صيغة أكثر قبولاً وأكثر نفعاً من أجل إثبات إبداعه، ليصل إلى القارئ بشكل مبسط وبأقصر سبيل وبأقل وقت ممكن، قصصه مثيرة للدهشة والاستغراب بقليل من الكلمات الحاملة لدلالات كبيرة في إطار صوري نقدي، غلبت على قصصه الرسائل المشفرة التي تخلق الاستفزاز للقارئ وتحفز الدهشة له وهو يقرأ النص فيرى صلب الواقع المكنون داخل القصة، من جملة الأحداث بأسلوب مثير من صلب الحياة اليومي وبشكل استفهامي ناتج عن تداخل نفسي في الروح والقلب، فقد نقل الواقع بأسئلة ناقدة، فكانت مفردات الحياة اليومية هي المرتكز الأساسي في تلك الرسائل، لقد حملت قصصه رسائلاً سامية ذات حكمة وعبرة، وطغى عليها الاختزال والتكثيف والدقة في طرح المعنى المراد طرحه ضمن الأقصوصة، لكي يغاير في بعض أساسيات البناء القصصي المعروف، كما استخدم أسلوب البناء الفني المحكم بالحبكة وذلك من خلال استخدام المفردات القليلة التي تحمل الكثير من المعاني والكثير من الأبعاد، لقد تفرد الكاتب غانم المعموري في خاصيته في كتابة القصة أو الأقاصيص التي كتبها في هذا الكتاب وجعل لنفسه صومعة مميزة مختلفة عن باقي الكتاب ومبدعي هذا الفن.