إيثاكا
تاريخ النشر:
٢٠١٤
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٣٠٤ صفحة
الصّيغة:
٥٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
لذّةُ الخروج عن السّطر
نادت المعلمة على اسمه فوقف. أمرته أن يتقدّم نحوها واصفة إيّاه بالحمار. ارتعد جسدُه الصغيرُ الذي لمّا يُجاوز الثامنة بعدُ. يعرفُ ما ينتظره. سيمدُّ كفّه مقلوبة على ظهرها للمُدرّسة التي أشرعت بالفعل مسطرتها الخشبية موجّهة حافّتها المُدبّبة نحوه.
«كام مرة قلت لك ما تخرجش عن السّطر؟»
لم تنتظر إجابته بل ألقت الكرّاس المهترئ في وجهه. طار الكُرّاسُ و صدمه. إحساس مُضاعف بالألم والمهانة، فقد سمع ضحك الفصل عليه.
-مدّ إيدك
فمدّ يده. علّمته التجاربُ المريرةُ - مع هذه المُعلّمة بالتحديد - ألاّ يستعطفها، و ألاّ يبكي مهما كان الألم. يعرفُ أنّ عدم استعطافها و امتناعه عن البُكاء يُزيدان في حنقها عليه، يعرفُ أيضًا أنّ هذه وسيلته الوحيدة في استرداد كبريائه أمام الفصل، وفي عدم تمكينها من الهزء به مُجدّدًا.
«سأبكي بعدين» قال لألمه، وهو يشدُّ على أسنانه، وجسدُه ممدودٌ أمامها.
سأله صديقُه في الفُسحة. «بتخرج ليه عن السّطر؟». عرض عليه أن يدرّبه على الكتابة على السّطر.
هزّ كتفه باستهانةٍ، وهو ينفخُ في يده المتورّمة المتقشّفة المحمرّة الآن من الضّربات «مش عاوز»، سأله الآخر: «إيه هو اللي مش عاوزه؟»، فقال باستهانةٍ و مُتعةٍ «مش عاوز أخليني على السّطر».
نادت المعلمة على اسمه فوقف. أمرته أن يتقدّم نحوها واصفة إيّاه بالحمار. ارتعد جسدُه الصغيرُ الذي لمّا يُجاوز الثامنة بعدُ. يعرفُ ما ينتظره. سيمدُّ كفّه مقلوبة على ظهرها للمُدرّسة التي أشرعت بالفعل مسطرتها الخشبية موجّهة حافّتها المُدبّبة نحوه.
«كام مرة قلت لك ما تخرجش عن السّطر؟»
لم تنتظر إجابته بل ألقت الكرّاس المهترئ في وجهه. طار الكُرّاسُ و صدمه. إحساس مُضاعف بالألم والمهانة، فقد سمع ضحك الفصل عليه.
-مدّ إيدك
فمدّ يده. علّمته التجاربُ المريرةُ - مع هذه المُعلّمة بالتحديد - ألاّ يستعطفها، و ألاّ يبكي مهما كان الألم. يعرفُ أنّ عدم استعطافها و امتناعه عن البُكاء يُزيدان في حنقها عليه، يعرفُ أيضًا أنّ هذه وسيلته الوحيدة في استرداد كبريائه أمام الفصل، وفي عدم تمكينها من الهزء به مُجدّدًا.
«سأبكي بعدين» قال لألمه، وهو يشدُّ على أسنانه، وجسدُه ممدودٌ أمامها.
سأله صديقُه في الفُسحة. «بتخرج ليه عن السّطر؟». عرض عليه أن يدرّبه على الكتابة على السّطر.
هزّ كتفه باستهانةٍ، وهو ينفخُ في يده المتورّمة المتقشّفة المحمرّة الآن من الضّربات «مش عاوز»، سأله الآخر: «إيه هو اللي مش عاوزه؟»، فقال باستهانةٍ و مُتعةٍ «مش عاوز أخليني على السّطر».
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج