شعر هذه الأيام

شعر هذه الأيام

المؤلّف:
تاريخ النشر:
٢٠١٦
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
٢٣٠ صفحة
الصّيغة:
٢٥٠
شراء

نبذة عن الكتاب

هناك بعض الملاحظات التمهيدية التي يحسن استحضارها بتركيز شديد قبل أن نلقي نظرة ولو سطحية عابرة على ملامح الواقع الشعري كما يتجلى في إنتاج هذه الأيام، من أبرزها أن الشعر تنازل تدريجيا خلا العقود الأخيرة من القرن العشرين عن الوظيفة النهضوية والإعلامية التي تصدى لها منذ مطلع النهضة، ناهيك عن بقية الوظائف الاجتماعية و الثقافية التي تضاءلت بحكم تطور خطابه قبل ذلك ، بحيث بحيث لم يتبقى له اليوم من الحياة العامة سوى بعض الهوامش السياسية والغنائية وانصرف معظم الشعراء لطرح رؤاهم لذواتهم الفردية وعوالمهم الداخلية. وترتب على هذه النقلة الحداثية فقدان الشعر لهيمنته على خطاب المحافل والمجتمعات ، خاصة منذ ضمور العرق الأيدولجي في تكوينه واعتصامه بالطابع الفردي المكتوب ، وإن ظل الشعر المغنى هو الذي يمثل الحبل السري الواصل بين المبدع وملايين المتلقين على تراوحه بين الصياغة الفصيحة حينا والعامية في معظم الأحيان ، وذلك قبل أن تفقد اللغة الملحنة دورها المحوري في التشكيل الغنائي ، لتحل محلها الان حمى الجسد والحركة في التعبير عما كانت تحتشد به الكلمات قبل عصر الصورة من مواجد وأشواق و إيحاءات ، بحيث دخلت لغة الجسد منافسة ضارية للغة الشعر وبديلا مرغوبا فيه كثير من الأحيان ، وإذا استبعدنا موجة التحنان والنستالجيا في العصر الرومانسي وبقاياها في الغناء المعاصر فلابد أن نعترف بأنه مهدد بمنافسة الصورة التي تدمغ طابع هذا العصر وتسحب البساط من تحت الشعر.
لم يتم العثور على نتائج