ما أتى به الوارد

تعدُّ هذه الرّسالة التي تحمل عنوان كتابُ ما أتى به الوارد للشّيخ الأكبر محيي الدّين بن عربي من بين أهمّ الفصول والرّسائل التي ألّفها - لغرض تبيان طريقة السُّلوك- بناء على معرفته العميقة بالكيمياء القديمة، وذلك إلى جانب كتابه المشهور الفتوحات المكيّة الذي عقد فيه فصلا بعنوان في معرفة كيمياء السّعادة بالباب المائة والسّابع والسّتين.
وتحملُ هذه الرّسالة عنوانين: كتابُ ما أتى به الوارد والمقنع في إيضاح السّهل الممتنع. وعُرفت الرّسالة في أغلب مخطوطاتها بالعنوان الثّاني، وهو عنوانٌ ينسجمُ حقًّا مع أسلوب بن عربي في تخصيص عناوينه بالسّجع الدالّ. أمّا العنوان الأوّل الذي تصدّر مخطوطة كتبخانة آصفيّة، لحيدرآباد، فيكاد يكون منسجمًا جدًّا مع محتوى الكتاب، إذ أنّ بن عربي يرى أنّ الكيمياء يتمُّ اكتسابُها من خلال الوارد، وهذا ما سنوضّحه فيما بعد.
ولقد قمنا بضمّ تحقيق هذه الرّسالة قصيدة الشّيخ الأكبر المسمّاة «كشفُ الأستار لخواصّ الأسرار»، ورسالة بعنوان «شرح قصيدة كشف الأستار لخواصّ الأسرار» لعبد الرّحمن السُّويدي.