رؤية الذات في روايات غالية فهر تيمور آل سعيد

إن العمل الأدبي والرواية تحديدا من إنتاج الذات المتحققة فعليا، الواعية بنفسها وما حولها، ولكل ذات رؤية خاصة تجاه نفسها والعالم، فالذات الكاتبة قادرة على التعبير عن نفسها داخل العالم، وطرح مشكلاتها وهمومها ورؤياها بطريقة واقعية، ممزوجة بالخيال، وهذه الذات مرتبطة ارتباطا وثيقا بما حولها من مجتمع وما يحويه، ومن آخر يقف أمام الذات، فلولا وجود الآخر لما سعت الذات لاكتشاف العالم، واكتشاف ذاتها، ومن ثم اكتشاف الآخر، فكل حديث عن الذات يصحبه بالضرورة الحديث عن العالم والآخر، ولا وجود للذات وخاصة الذات الكاتبة والمنتجة دون رؤية وجهة نظر) خاصة بها، ورواية المرأة العربية، أثارت عبر مراحلها المختلفة أسئلة الذات، وما يعترضها من أزمات وتصدعات وعلاقتها مع الآخر، وخاصة الرواية الخليجية، إذ ترتب على الكاتبة الخليجية أن تخرج من حدود العقلية المنغلقة لمجتمعها، ومحاكاة الثقافة الغربية المتحررة ومحاورة العالم بشكل واع، يجسد مدى وعيها ورؤيتها العميقة لذاتها وعالمها والآخر الند، والآخر المختلف عنها، ومن المعروف أن المجتمع الخليجي على الرغم من الثراء والانفتاح على الآخر من خلال التواصل والحداثة، إلا أنه مجتمع مغلق على ذاته، وخاصة بما يتعلق بحياة المرأة، لهذا نجد الروايات النسائية في الخليج، وإن بدأت في وقت متأخر، إلا أنها تتمتع بالحيوية والنشاط والنقد الشديد للمجتمع، محاولة من الكاتبة اتخاذ الكتابة وسيلة للتحرر من قيود المجتمع، وأحيانا فضح مقومات وجوده التي ورثها، بهدف التغيير وأحيانا أخرى تكون الكتابة وسيلة للتعبير عن الذوات الأنثوية وعن القضايا التي تشغلها وتصوير العالم الذي تنتمي إليه.