روح نويرا

في غرفة نوم متوسطة الحجم، تبدو غرفة نسائية، جلست سيدة متشحة بالسواد على السرير الوحيد الموجود في منتصف الغرفة. عيناها شاخصتان دامعتان يبدو عليها ملامح الطيبة، بيضاء تظهر خصلة بنية اللون من شعرها من تحت حجاب أسود اللون، نظرت أمامها في حزن، تحدثت امرأة أخرى إلى جوارها شاركتها نفس لون الثياب، ربما نفس ملامح الحزن، لكنها تبكي بحرقة: سوزان كلميني ياختي طمينني عليكي، من ساعة ما حصل اللي حصل وإنتي منطقتيش.
احتفظت ملامح سوزان بجمودها،؛فاستطردت المرأة: طب بلاش. عيطي، دمعي حتى خرجي أي حاجة جواكي، كدا هتموتي مني. صمتت قليلا ونظرت لها، ثم تنهدت في قلقٍ، مدت سوزان يدها إلى برواز موجود على كومود قصير بجوار السرير الذي تجلس عليه؛ فوجدت به صورة لفتاة جميلة، تشبه كثيرا سوزان نفسها، لكن بملامح شابة نضرة؛ فدمعت عيناها وهي تقبل البرواز في صمت: أيوه كدا ياختي طلعي اللي جواكي.