سحر المعصية

أعمل النظر في اللوحة الأولى، استهوته دقّةُ الرسومات وكثرة التفاصيل، غرفة نوم تجلس فيها سيدة جميلة ترتدي الأسود والحزنُ يغطي وجهها، تتطلع بعينين يسيل منهما الدمع إلى إطار مُثبت على الحائط.
غمره شعور مبهم تجاه السيدة.
همّ بمغادرتها إلى اللوحة الثانية، لكن الرسومات بدأت تتغير، وبسرعة، حتى بدت اللوحة كشاشة عرض صور متتابعة.
الحزن يغادر وجهها رويدًا، تبدأ في استخدام مساحيق التجميل، ظهر رجل بجوارها، بدأت تبتسم، تضحك، ترتدي ثيابًا زاهية.
تتنازعه المشاعر داخل الممر.
الضوء المنبعث من اللوحة يخفت تدريجيًّا، حتى اللحظة التي أمسك الرجل بجوارها يدها يجذبها بعيدًا، أشاحت بوجهها مبتعدة عن الإطار؛ أظلمت اللوحة تمامًا