أعالي الذاكرة

مجموعة قصصية للكتاب "أحمد محمد أمين"، صدرت عن دار أزمنة عام 2011. يتلاعب المؤلف بفن القصّ زماناً ومكاناً ومضموناً وطرحاً ولغة . انه يخرج في قصص مجموعته هذه من التقليدية الى نمط بنائي يحمل بصماته الخاصة.. بعض القصص تستهلُ بفقرات نثرية مكثفة تضاهي الشعر، وينهيها، كذلك، بفقرة مثل سابقتها.. أحياناً لن تجد فيها ما يتصل بالقصة، كما لو كان ديكوراً يزيّن به المتن القصصي، وقد يكون مُحقاً في اعتماده هذا الاسلوب.. فالقصةُ الحداثية لا ينبغي أن تكون تابعاً لما قبلها. انها تحرث في زمن جديد ملغوم بالمستجدات التي لا تشبه سواها، فلمَ اذاً، لا تكون متفردة ومنتمية الى زلال الزمن الجديد، لها كينونتها وشخصيتها المميزة عمّا سبقها في قصص: أعالي الذاكرة / ايقاعات ذات نفس دهشوي ، تارة ً تعتمد الواقعية بنكهة حداثية . يستنطق فيها مشاهد مكانية: بشراً وسوقاً وبضاعة وحواراً بين خدينين. وقد يضطرّنا الى ان نستمع الى اصوات الحياة من حولنا تتحاورُ وتنتقد وتفسّر ما يتمرأى لنا. واقعيةُ هذه القصص عرضٌ سينمي لمرئيات البصر. العينُ وحدها تسمع وترى وتعي. كما أنه في أغلب قصصه يقلّص حلقات الحوار بين شخصياتها الا في حالات محدودة. فيترك الاشياء تتحدّث وتتحاور وتُعبّر عن مكنوناتها.