بورتريه جدتي

مجموعة قصصية للقاصة الإماراتية "وفاء خازندار"، صدرت عن دار أزمنة في عمّان. عن هذه المجموعة القصصية، كتب الناقد العراقي محمد الجزائري:
تتظاهر المؤلفة في قصصها هذه بتعليق التضاد بين المكان والديمومة، الكتابة والمجاز، فهي تدرك أن الزمانية محض قناع يستطيع أن يزيحه العقل الفاعل على وجه الواقع. لذا تراهن على تكامل الأدوات فالتعبير يأخذ مداه، هنا، بالكلمة السرد. ترسم المؤلفة هنا التوتر، بالكلمة والريشة، وترسم لأن القلق الإبداعي هو غواية المبدع وعنوان دهشته. تقتنص القصص هها هُنا من لحظات الحياة، المعنى المسبور، والرجاء البعيد، وتضعهما في كلم قليل، حتى لو استطال في قصة، أو توسط مداه السردي في حكاية أخرى. لكنه يمتد إلى حيث ينتظره على الضفة الأخرى زورق ترحال نبيل.
هُنا أؤكد أن هذه القصص ليست مللا في الزمان أو المكان أوعتهما بل ضرورة حياتية، وتمائم. تماما كما تبحث عن الأذن الصاغية، الصادقة، التي تستوعب همومها البيض وملاحظاتها ونقداتها عن هذه الظاهرة أو تلك في الزمان الداكن

ربّما تشعر بأن - البشر المبدعين كالطيور المحلقة في الهواء، دون أن تبقى على البقاء معلّقة بلا حركة، ودون أن تقدر على البقاء في مكانها
لأنها تفتقد إلى شيء صلب يسندها، وليس لها من القوّة والطاقة ما يكفي للتغلّب على الثقل الذي يجرها إلى الأسفل، أو لمزيد من الخسارات.
لكن طيور وفاء. تعرف كيف تقترف التحليق، إن شاءت، ولا يخيفها ثقل الأرض، وما تبحث عنه هو اليقين الثابت كالجنان، وقد وجدته في مثابرتها على الإبداع، كما تجده –مرات- في العون الصافي والمحبات