History of Dogma

في هذا الكتاب، يتطرق الكاتب "فون هارناك" للجذور والتطورات التاريخية للجمود العقائدي المسيحي، والغاية منه تأسيس أرضية معرفية ترتكز عليها التحليلات والتقييمات المختصة بدراسة المسيحية في أوروبا. يبدأ الكاتب بتعريف الجمود العقائدي (الدوغما) للمسيحية كمكون للايمان يتم ترسيخه من سلطات الكنيسة، محددا القيود في المجتمع المسيحي. ولطالما كانت النظرة التقليدية للكنيسة تنظر للدوغما كحقائق ظاهرة مستمدة من الانجيل. ولكن الكتاب هنا يثبت أن هذه النظرة التقليدية غير صائبة، وأن أي دراسة تاريخية معمقة للانجيل ستثبت أن تلك الدوغما لم تكن موجودة في بدايات العهد المسيحي. باختصار، يرى الكاتب أن تطور الدوغما مرتبط بتاثيرات الثقافة الاغريقية على تفسير الانجيل.
وبالرغم أن حركة الاصلاح الديني البروتستانتية أعادت الاعتبار للسياقات التاريخية، الا أن الكاتب يرى أنها لم تكمل المشروع الذي بدأت بها. كما أن حركة الاصلاح الديني في القرن السادس عشر أعادت احياء فكرة استقلالية الانجيل عن النظم الأخلاقية والسلطوية السائدة. لكنها مع ذلك لم تنجر مهمتها مما هز أركان الايمان المسيحي لكونها لم تفرق بشكل فاصل بين ما هو ركن وأساسي في الدين وما هو ليس كذلك.