مواقف
تاريخ النشر:
٢٠١٧
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٣٤٩ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
هذا الجنس الأدبي الجديد القديم، صار يتيح الفرصة لمن ليس لديهم وقت لقراءة القصة القصيرة، بالتحديد- ولا أقول الرواية، ذات الطعم المختلف- لأن يقرأوا الأقصوصة، بصفتها تكثف الحدث، المرسوم بمهارة مبضع جراح متمرس، وتوصل فنية الأقصوصة، وتشعرنا بالإدهاش، ومن ثم المتعة. وحتى وهي بهذا القصر، فإن كتابة الأقصوصة ليست عملا سهلاً، بل قد تكون أصعب من كتابة قصة قصيرة. وكأن الكاتب يسير على حبل سيرك رفيع مشدود، يتبعه القارئ في هذا الشد والتوتر.
والذي يدهشنا في هذه الأقصوصات هو المفارقة، وعنصر المفارقة وحي آخر من أفق التجربة التي تخلق نصها، لتعطي سمة للالتزام فيه، فليس الإمتاع إلا جزءا خاصا، والثيمة التي تحملها أقصوصته، ليست مقحمة على العمل، إنما تأتي كإشعاع قصير لكن له أثره، إذ أنك تبدأ بقراءة موقف لا تتوقع النهاية التي يدفعك السارد إليها. كأن يقول في أقصوصته- رقم 11- في المجموعة بعنوان: «حرية الرأي.».«قد أخالفك في الرأي، ولكنني على استعاد لتقديم روحي فداء أن تقول رأيك بحرية.». إلى هنا تفهم أن السارد يتحدث عن الحرية المكفولة لدرجة متناهية، رغم كل اختلاف. ولكنك تفاجأ في الشطر الثاني من الأقصوصة قوله: «عبارة، قالها واحد كذاب، ثم قام، وقتل آسيا وإفريقيا كلها بصمت مطبق». وهنا نجد مفارقة لم نتوقعها. فرد الفعل كان مخالفا لتوقعاتنا. لقد كان المبتدأ مختلفا عن الخبر. وهذا ما تتميز به أقصوصات فحماوي. إذ أنها تعتمد بشكل واضح على المفارقة. عكس التوقع. وهذا ما يدهش القارىء، ويجعله يتوقف عند قراءة هذين السطرين اللذين شكلا الأقوصة. فلا ينسى هذا الموقف.
وهكذا نلاحظ أن عنوان المجموعة«مواقف» يعبر بدقة عن مضمون أقصوصات فحماوي. إذ يتكىء فحماوي على عنصر المفارقة في أقصوصاته، وخلق ألق الإثارة لدى القارئ فإن كان يحرص على تلبية ذوقه، إلا أنه يظل يحتفظ لنفسه بعنصر الإدهاش في ومضة خاطفة تلمع لتسعد المتلقي بما هو جزء من الإدهاش والإمتاع.
في مجموعة أقصوصات «مواقف» لفحماوي، نجد تلك الرغبة في تلبية ذوق القارئ، وهو يورد في مقدمته أمثلة على ذلك، مشيرا إلى أهمية أن يلتقي الكاتب والقارىء معا، لبناء ذوق مرسوم، ثم هو يبحث عن رد فعله في تقبل الحدث، ليرسم هذا الحدث بصورة تُوائم توقعه.
وتختفي هنا صورة المؤلف ليكون القارىء هو أساس العمل الفني، ويهيمن على المؤلف، فسطوة القارئ لا حدود لها، كيف لا وهو يواكب متطلباته في كتابة هذا النص القصير جدا، ولا ضير إذ بتنا حتى في أدبنا نحرص على ذوق المتلقي وتسويق نصنا له، لكن على أن لا تخلق السطوة عدم اطمئنان الكاتب لما يكتب، أو تخلق حالة من ترقب القارىء أيا كان، فالقراءة كما القارئ أنواع، وإذ نلبي ذوق العام الأغلب، أو الخاص المدرك، فهذا شيء لا بد أن يكون لنا تقبله أولا، نعلم جميعا أن نجاح الكاتب أو القاص أو أيا كان مسماه يعتمد على القراءة، لكننا نعني القراءة المدركة والمدركة.
سيقولون إن قارئ اليوم ليس كقارئ الأمس، هذا صحيح، لكن الكتابة ملك لصاحبها، تنتهي ملكيتها للقارئ، بعد إلقائها إليه، فإن قارب فكرُهُ فكر متلقيه أو ذوقه، حصل المراد. وإلى فما هو عمل الكاتب وما قيمته، إن لم تكن هناك شريحة من الناس الذين يتقبلونه.
أما فيما يسمى بمواكبة العصر في طرحنا للنص؛ رواية أو قصة أو أقصوصة، فنحن لا زلنا نعيش ضمن أجيال، وإن كان الذوق العام يتجه إلى هذه «الأقصوصة»، الومضة السريعة.
فيما مضى لم يعرف العربي كتابة القصة كما عرفها في العصر الحديث، متأثرا بالغرب وبإحداثيات حياته، وكان لذلك أسبابه العديدة، منها أن العربي لم يعرف الاستقرار ليكتب عن أحداث طولى، وكان في الشعر مادته وديدنه، وحين استقر وكانت له حياته، التي يستطيع أن يسهب فيها كتب الرواية والقصة، متأثرا ومؤثرا، وإن كان قد ألف أقصوصاته، التي يستطيع أن يحملها في أسفاره، أن غدا، أو راح.
والذي يدهشنا في هذه الأقصوصات هو المفارقة، وعنصر المفارقة وحي آخر من أفق التجربة التي تخلق نصها، لتعطي سمة للالتزام فيه، فليس الإمتاع إلا جزءا خاصا، والثيمة التي تحملها أقصوصته، ليست مقحمة على العمل، إنما تأتي كإشعاع قصير لكن له أثره، إذ أنك تبدأ بقراءة موقف لا تتوقع النهاية التي يدفعك السارد إليها. كأن يقول في أقصوصته- رقم 11- في المجموعة بعنوان: «حرية الرأي.».«قد أخالفك في الرأي، ولكنني على استعاد لتقديم روحي فداء أن تقول رأيك بحرية.». إلى هنا تفهم أن السارد يتحدث عن الحرية المكفولة لدرجة متناهية، رغم كل اختلاف. ولكنك تفاجأ في الشطر الثاني من الأقصوصة قوله: «عبارة، قالها واحد كذاب، ثم قام، وقتل آسيا وإفريقيا كلها بصمت مطبق». وهنا نجد مفارقة لم نتوقعها. فرد الفعل كان مخالفا لتوقعاتنا. لقد كان المبتدأ مختلفا عن الخبر. وهذا ما تتميز به أقصوصات فحماوي. إذ أنها تعتمد بشكل واضح على المفارقة. عكس التوقع. وهذا ما يدهش القارىء، ويجعله يتوقف عند قراءة هذين السطرين اللذين شكلا الأقوصة. فلا ينسى هذا الموقف.
وهكذا نلاحظ أن عنوان المجموعة«مواقف» يعبر بدقة عن مضمون أقصوصات فحماوي. إذ يتكىء فحماوي على عنصر المفارقة في أقصوصاته، وخلق ألق الإثارة لدى القارئ فإن كان يحرص على تلبية ذوقه، إلا أنه يظل يحتفظ لنفسه بعنصر الإدهاش في ومضة خاطفة تلمع لتسعد المتلقي بما هو جزء من الإدهاش والإمتاع.
في مجموعة أقصوصات «مواقف» لفحماوي، نجد تلك الرغبة في تلبية ذوق القارئ، وهو يورد في مقدمته أمثلة على ذلك، مشيرا إلى أهمية أن يلتقي الكاتب والقارىء معا، لبناء ذوق مرسوم، ثم هو يبحث عن رد فعله في تقبل الحدث، ليرسم هذا الحدث بصورة تُوائم توقعه.
وتختفي هنا صورة المؤلف ليكون القارىء هو أساس العمل الفني، ويهيمن على المؤلف، فسطوة القارئ لا حدود لها، كيف لا وهو يواكب متطلباته في كتابة هذا النص القصير جدا، ولا ضير إذ بتنا حتى في أدبنا نحرص على ذوق المتلقي وتسويق نصنا له، لكن على أن لا تخلق السطوة عدم اطمئنان الكاتب لما يكتب، أو تخلق حالة من ترقب القارىء أيا كان، فالقراءة كما القارئ أنواع، وإذ نلبي ذوق العام الأغلب، أو الخاص المدرك، فهذا شيء لا بد أن يكون لنا تقبله أولا، نعلم جميعا أن نجاح الكاتب أو القاص أو أيا كان مسماه يعتمد على القراءة، لكننا نعني القراءة المدركة والمدركة.
سيقولون إن قارئ اليوم ليس كقارئ الأمس، هذا صحيح، لكن الكتابة ملك لصاحبها، تنتهي ملكيتها للقارئ، بعد إلقائها إليه، فإن قارب فكرُهُ فكر متلقيه أو ذوقه، حصل المراد. وإلى فما هو عمل الكاتب وما قيمته، إن لم تكن هناك شريحة من الناس الذين يتقبلونه.
أما فيما يسمى بمواكبة العصر في طرحنا للنص؛ رواية أو قصة أو أقصوصة، فنحن لا زلنا نعيش ضمن أجيال، وإن كان الذوق العام يتجه إلى هذه «الأقصوصة»، الومضة السريعة.
فيما مضى لم يعرف العربي كتابة القصة كما عرفها في العصر الحديث، متأثرا بالغرب وبإحداثيات حياته، وكان لذلك أسبابه العديدة، منها أن العربي لم يعرف الاستقرار ليكتب عن أحداث طولى، وكان في الشعر مادته وديدنه، وحين استقر وكانت له حياته، التي يستطيع أن يسهب فيها كتب الرواية والقصة، متأثرا ومؤثرا، وإن كان قد ألف أقصوصاته، التي يستطيع أن يحملها في أسفاره، أن غدا، أو راح.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج