دقات على باب مصر

تقدم الكاتبة لجمهور القراء صفحات تختزل أهم وقائع الزمان وأحداثه فى مصر، منذ أن خرجت من رحم الحياة إلى مشارف العصر الحديث، وتحاول عبر هذا المدى الزمنى الطويل المكتظ بالتفاصيل، أن تسلط فى عجالة، إضاءات كاشفة على أحداث تاريخ يدفع بعضه ليفيض بفسيفساء متراصة من أحداث ومواضيع تحاول نبش وقائع صغيرة أخذت مجراها على أرض مصر، لأناس تركوا بصماتهم على عصرهم ومجتمعهم، فنراها تحتفى بهؤلاء قادة وعلماء أو شعراء من الذين تميزوا، لتدخلهم فى ذاكرة الزمن حتى لا يضيع ما أبدعوه وأنتجوه فى تضاعيف النسيان، والممتع، أن الكتاب يسرد التاريخ بوقع القصة المحكية، فكأنه حديث لا ينتهى فى مقهى تحلق فيه الرجال منصتين لحواديت الزير سالم وأبو زيد الهلالى، فيذكر قصص أناس وشخوص تقف بين أيدينا حتى اللحظة مثل جبل المقطم، الذى شهد سفحه آلاف الحكايات التى أنبأت عنها روضته التى ضمت قبورا تاريخية لأعلام الصحابة، ولاشك أن هذه الإضاءات على هؤلاء الرجال والنساء، قد أتاحت للقارئ إطلالات خاطفة، ذات نكهات مختلفة، لأناس عرف بعضهم معرفة عابرة، فأتاح له هذا الكتاب وقفة تأمل لهذه الشخصيات الفذة التى أسهمت فى صياغة تاريخ مصر وحياة شعبها، عبر تعاقب الأزمنة، وبذلك أفاد المكتبة العربية بهذا النوع من الكتب التى تخرج عن المألوف، والتى تفتح لنفسها مجالا فى ميدان الفكر والتاريخ إلى شرائح واسعة من القراء.