الخضر في التراث العالمي

الخضر في التراث العالمي

تاريخ النشر:
٢٠٢٣
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٢٦٩ صفحة
الصّيغة:
٣٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

يعد الخضر - وهذا لقبه - وكنيته أبوالعباس من الشخصيات التي اختلط فيها الديني المقدّس بالأسطوري الشعبي وقد أدى هذا الخلط إلى ديمومة حضور هذه الشخصية في التراث الديني والأدبي والنقدي وفي الفُلكلور الإنساني ولم يكن هذا قاصرا على التراث العربي بل تخطاه نحو آداب الشعوب الإسلامية جمعاء؛ في التراث الإندونيسي؛ وفي الفارسي؛ وفي التركي بل في التراث الآسيوي نلمح Al-Khizr أيضا؛ فعند مسلمي الهند وغير المسلمين أيضا “صار مقدسا عند صيادي الهند، فغدا مرشد البحارة ودليلهم، ومايزال يُذكر اسمه حتى الآن من قبل البحارة في كل مرة يبحرون بقواربهم في اتجاه الشرق الأوسط والهند الشمالي” فقد أضحى الخضر مقدسا لدى البحارة في الهند وأضحى “راعي الملاحة في الهند حيث يقال هناك إن “رجا كيدار” هو الحارس ضد أخطار الملاحة” أي صار رمزا للحماية لدي الهنود وغيرهم في أصقاع المعمورة؛ كما يُسمّى في سريلانكا Kilur, أو Kalir أو Halir, كيلُر, كالير أو كالير, أي كلّ المشتقّات من خضر العربيّ وأيضًا Hayatun Nabi “النبي الحي” لقد أضحى “الخضر مثل الهواء. عندما يفكّر أحد فيه, فإنه هناك” وفي التراث الفارسي نجد الخضر أو خيسير متواترا، ولم يقتصر وجود الخضر عند المسلمين فقط بل تجاوزهم إلى الملل الأخرى لنجده في التراث اليهودي الذي يراه الحبر يهوشع أو يوشع او إيليا؛ والتراث المسيحي الذي يسميه القديس جورج أو جورجيوس أو ماري جرجس؛ وكأنه إرث يرغب الجميع في ملكيته؛ كما أن حضوره لم يكن محدودا بكتب التراث بل تعايشت هذه الشخصية مع العصور لتتجاوزها وتظل حية لدى بعض البيئات والأمم حتى يومنا هذا، وما مزارات الخضر المنتشرة في سوريا ولبنان وتركيا وغيرها من البلدان إلا صورة من حضور الخضر في المعتقدات الدينية ومحاولة تجسيده في المزارات والإبداع.
لم يتم العثور على نتائج