Autobiography of Benjamin Franklin

يختار القدر في كل أمة وفي كل عصر أفذاذًا من الرجال للنهوض بهذه الأمة ورفعها إلى مدارج الحرية والتقدم، ومن هؤلاء الأفذاذ من يصادفه النجاح، فيكتب التاريخ اسمه في سجل الخلود. ومنهم من تخذله شياطين الفساد والانحلال فيلقى جزاء سنمار، ثم لا يمنع خذلانه من التأريخ له وذكر العوامل التي أدت إلى فشله.
وفي القرن الثامن عشر ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية عدد من هؤلاء الأفذاذ نهضوا بها، وكانت مستعمرة للتاج البريطاني، فبلغوا بها الاستقلال والحرية، وهيئوا لها ظروف المجد والعظمة.
من هؤلاء الأفذاذ "بنجامين فرانكلين" وهو رجل عصامي بكل معنى الكلمة، لم يعتمد على أحد إلاّ على نفسه. فقد نشأ في أسرة فقيرة، وكان عاشر إخوته فنذره أبوه للكنيسة، وبعث به إلى المدرسة وفاء لنذره. لكن فقره قعد به عن المضي في تعليمه، واضطره لإخراجه كي يعاونه في الحياة صانعًا يعمل بيديه. وكان فرانكلين شابًّا قوي البنية، حاد النظرة، ذكي الفطرة، فهداه ذلك كله إلى أن الإنسان يستطيع بعمله أن يسلك في الحياة خير سبلها، معرضًا لأن يخطئ، قادرًا على إصلاح خطئه إذا هو داوم على تدبر أعماله صالحها وطالحها.
كتاب "سيرة حياة بنجامين فرانكلين " ، جدير بعناية كل قارئ عربي؛ لأنه يرسم صورة للإنسان الذي يبلغ به مجهوده إلى ما يقرب من الكمال، والذي يهب هذا المجهود لخدمة قومه، ولخدمة الإنسانية.
حمّله الآن واقرأ سيرة واحد من العظماء المؤثرين في التاريخ الأمريكي.