The Yellow Wallpaper

ورق الحائط الأصفر، قصة تعود هذه إلى سنة 1890 ذلك أن شارلوت تحكي في هذه القصة مجريات توعكها النفسي الذي أدى بها بسبب وصية زوجها الطبيب مسندة بنصائح أخيها الطبيب هو أيضا، إلى ضرورة انعزال من أجل الشفاء من ألمها النفسي الشديد. لذلك حملها زوجها إلى بيت اشتراه في ناحية ريفية معزولة وفرض عليها نظاما حياتيا معقدا، وذلك بإلزامية الراحة الذهنية والبدنية، و فرض عليها أن تنام حد الراحة وأن تكف بالمرة عن الكتابة وإعمال كل مجهود ذهني.
في بدء قراءة الرواية تشعر بأن النص ليس سوى مجرد خاطرة رومانسية لبنت انساقت لمعاناتها الذاتية كما يحدث في الغالب لكل المراهقين، غير أنه بمجرد التوغل في النص تلمح فيه كتابة راقية عن ألم نفسي يتضاعف في الوقت الذي لا يريد فيه المحيطين بها أن يقبلوا بكونها واعية ببواعث غربتها الروحية، فتظل تفلسف لنا حول حيثيات حبسها وحول تلك الحجرة التي تشكل سجنها القاسي، بأن تركز على ورق حائطها الأصفر، مغزى هذا اللون صريح أولا ثم ما يخالجها من هواجس لدى صد النوم لها وما تفعله الريح بالمناطق التي مزق فيه الورق أطفالٌ، كانوا هنا، وتلك السمفونية السوداء بأكملها.
كانت هلوساتها إزاء رعب الورق الأصفر أقوى من كل الطمأنينة التي يرغب أن يوفرها لها المحيطون بها. فهذا الورق هو عين الشر في خلدها، ولم تتحرر من بوتقة جنونها حتى أزالته وقطعت جبروته إربا إربا.
نص نسوي؛ فيه ما فيه من محاولة سبّاقة إلى إثبات قدرة المرأة على اختيار مصيرها، واعتدادها بكينونتها ضدا على الحقيقة التي يزعم الرجال امتلاكها لوحدهم.
حمله الآن وتعرف على اللحظات التي عاشتها الكاتبة في العزلة وشاركه مع من تحب.