المسافة صفر..
اشتباكات الرواية والحياة
تاريخ النشر:
٢٠١٧
الناشر:
عدد الصفحات:
٢٥٥ صفحة
الصّيغة:
١٥٠
شراء
نبذة عن الكتاب
يضم هذا الكتاب إحدى وثلاثين مقالة، تتناول نصوصا روائية عربية تمّ التعامل مع كلٍّ منها بوصفه مادة جمالية تجترح أسئلتها وتتفرّد في سماتها عن سواها. ويتوخّى لمُّ شمل هذه المقالات معاً، تلمُّس الدّرب الذي اختطّته الرواية العربية لنفسها كاشفة عن قواسم مشتركة في ما أُنتج في إطارها، دون ادّعاء جلاء صورتها بأبعادها المتعدّدة. وحسب هذه المحاولة أن تضيء مواضع في الصورة البانورامية للمدونة الروائية العربية خلال العقدين الأخيرين، حيث انصبّ اهتمام القارئ والناقد معا عليها، وخُصصت لها أهم الجوائز الأدبية وأرفعها، وتهافت عليها الناشرون، ومُنحت الحيّز الأوسع في معارض الكتب.
تؤشر المقالات على ما اتّجهت إليه الرواية العربية على صعيد الأسلوب، من خلخلةٍ للتتابُع الطبيعي للزّمن عبر الاسترجاعات والاستباقات، وعنايةٍ أقلّ بتفاصيل المكان، واستخدام التكنيك السينمائي والتقطيع الدرامي، واللجوء إلى المونولوج الداخلي وتيار الوعي. كما بدأت الرواية العربية تشهد تحوّلا بلغ حدّ الانقلاب الجذريّ في صورة الذات، فبدلا من أن تكون الذاتُ الجمعيّةُ المتشكّلةُ من أصداء الذوات الفردية المنسكبة فيها، هي المركزُ، صارت الذّواتُ التي تمتلك كلٌّ منها رؤاها وتصوّراتها وتطلّعاتها الخاصّة، هي المحور الذي تتشكّل الذاتُ الجمعية من تفاعُل مكوّناته وأصداء اشتباكاتها.
وهذا ما استتبع تغييرا في بنى السرد، إذ اختفى «الراوي العليم» أو كاد، وهو الراوي الذي ظلّ إلى وقتٍ قريب يقبض على الأحداث، يتنبّأ بها ويحلّلها ويتدخّل في شارداتها ووارداتها. وشاع بدلا منه ضمير المتكلّم، الذي يمكّن الّراوي من تقديم منظور ذاتي يرصد انعكاسات الخارج على داخل الشخصية. إلى جانب ذلك، برزت ظاهرة الجمع بين أكثر من ضمير سرديّ، أو اعتماد عدد من الرواة في النّص الواحد، يرصد كلٌّ منهم الأحداث من وجهة نظره، بما يتيح للقارئ إطلالة ضافية على الأحداث من زوايا مختلفة، والانحياز من ثمّ لوجهة النظر التي يرى أنها تعبّر عنه، بما يجعله شريكا فاعلا في إنتاج النص، أو إعادة إنتاجه بحسب ما ترى إحدى نظريات التلقّي.
وعلى وقع التغيير الذي أصاب الأسلوب والبنية، تغيّرت طبيعة تناول الموضوعات وطريقة معالجتها. إذ تكشف المقالات في هذا الكتاب عن انشغالات الرواية العربية في الرّاهن، وعن أسئلتها الكبرى التي تتصدّرها موضوعة الحرب بلا منازع، بنتائجها وتداعياتها الكارثية على الجماعة، وقبل ذلك، على الفرد الذي باتت ذاتُه تعاني من الشروخات والتصدّعات، وفقد قدرته على الانخراط في الحراك الاجتماعي، أو الانفتاح على محيطه، وسيطر عليه الإحساس بالاغتراب والعزلة والتخبّط وفقدان البوصلة.
تؤشر المقالات على ما اتّجهت إليه الرواية العربية على صعيد الأسلوب، من خلخلةٍ للتتابُع الطبيعي للزّمن عبر الاسترجاعات والاستباقات، وعنايةٍ أقلّ بتفاصيل المكان، واستخدام التكنيك السينمائي والتقطيع الدرامي، واللجوء إلى المونولوج الداخلي وتيار الوعي. كما بدأت الرواية العربية تشهد تحوّلا بلغ حدّ الانقلاب الجذريّ في صورة الذات، فبدلا من أن تكون الذاتُ الجمعيّةُ المتشكّلةُ من أصداء الذوات الفردية المنسكبة فيها، هي المركزُ، صارت الذّواتُ التي تمتلك كلٌّ منها رؤاها وتصوّراتها وتطلّعاتها الخاصّة، هي المحور الذي تتشكّل الذاتُ الجمعية من تفاعُل مكوّناته وأصداء اشتباكاتها.
وهذا ما استتبع تغييرا في بنى السرد، إذ اختفى «الراوي العليم» أو كاد، وهو الراوي الذي ظلّ إلى وقتٍ قريب يقبض على الأحداث، يتنبّأ بها ويحلّلها ويتدخّل في شارداتها ووارداتها. وشاع بدلا منه ضمير المتكلّم، الذي يمكّن الّراوي من تقديم منظور ذاتي يرصد انعكاسات الخارج على داخل الشخصية. إلى جانب ذلك، برزت ظاهرة الجمع بين أكثر من ضمير سرديّ، أو اعتماد عدد من الرواة في النّص الواحد، يرصد كلٌّ منهم الأحداث من وجهة نظره، بما يتيح للقارئ إطلالة ضافية على الأحداث من زوايا مختلفة، والانحياز من ثمّ لوجهة النظر التي يرى أنها تعبّر عنه، بما يجعله شريكا فاعلا في إنتاج النص، أو إعادة إنتاجه بحسب ما ترى إحدى نظريات التلقّي.
وعلى وقع التغيير الذي أصاب الأسلوب والبنية، تغيّرت طبيعة تناول الموضوعات وطريقة معالجتها. إذ تكشف المقالات في هذا الكتاب عن انشغالات الرواية العربية في الرّاهن، وعن أسئلتها الكبرى التي تتصدّرها موضوعة الحرب بلا منازع، بنتائجها وتداعياتها الكارثية على الجماعة، وقبل ذلك، على الفرد الذي باتت ذاتُه تعاني من الشروخات والتصدّعات، وفقد قدرته على الانخراط في الحراك الاجتماعي، أو الانفتاح على محيطه، وسيطر عليه الإحساس بالاغتراب والعزلة والتخبّط وفقدان البوصلة.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج