نقد كتاب ظاهرة الإرجاء للدكتور سفر الحوالي

نقد كتاب ظاهرة الإرجاء للدكتور سفر الحوالي

تاريخ النشر:
٢٠١٧
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
٢٨٢ صفحة
الصّيغة:
٢٠٠
شراء

نبذة عن الكتاب

كتاب (ظاهرة الإرجاء) للمؤلف الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي خلص فيه الكاتب إلى أن وهن أمة الإسلام وضعفها إنما يتلخص بوقوعها في عقيدة جهم بن صفوان في الإيمان. وتتلخص هذه العقيدة بأن الإيمان التام هو مجرد المعرفة القلبية بلا عمل وبالتالي فإن العمل في هذه العقيدة هو أمر ليس من الدين في شيء، وبالتالي فإن إهمال العمل، الذي هو غير مطلوب في الدين أصلا بناء على هذه العقيدة، أدى إلى تخلف المسلمين في دينهم ودنياهم.
ولا شك أن دراسة أسباب تخلف المسلمين وعلاجها يعد من أعظم الجهود الملحة في الوقت الحاضر. ولكن قيمة مثل هذه الدراسات ونفعها في علاج مشاكل الأمة محكومة بدقتها وصحتها على أساس النقل المصدق والنظر المحقق، كما يقول شيخ الإسلام.
والكاتب في هذه الدراسة التي بين أيدينا أخفق في إثبات أن عقيدة الأشاعرة السائدة في الأمة اليوم هي نفس عقيدة جهم أو مثلها. وقد تم الرد عليه بإيراد عقيدة جهم على لسان شيخ الإسلام ابن تيمية، وإيراد عقيدة الأشاعرة من كتب أئمتهم، وبيان الاختلاف العظيم بين العقيدتين في الإيمان.
والكاتب وقع في خطأ عظيم آخر باتهامة لأئمة السلف والأئمة الأربعة بأنهم دخلت عليهم لوثة الإرجاء بسبب عدم تكفيرهم تارك الصلاة وسائر المباني الأربعة.
وقد تجرأ الكاتب ادعاء إجماع الصحابة على تكفير تارك الصلاة وتارك الزكاة وخالف بذلك المنهج العلمي، بل خالف الحديث النبوي الصحيح الصريح في عدم تكفير تارك الزكاة، غير الجاحد.
وأيضا فقد لمز في أكثر من موضع بعض العلماء المعاصرين المنسوبين إلى السلف ممن يخالفونه بأنهم يدافعون عمن نذر نفسه لمحاربة الله ورسوله دون أن يأتي بأي تفصيل أو دليل، وفي هذا مخالفة للعلم والأدب فإن التهمة إذا عظمت استلزمت التفصيل والدليل المغلظ، كما في الاتهام بالعرض.
والكاتب في هذا البحث يكثر من التدليس بالألفاظ وينسب فهمه لكلام المخالفين إلى أنه مذهبهم ونصوصهم وليس لوازم مذهبهم.
ويكثر الكاتب أيضا من رمي التهم للمخالفين والمرور عليها مروم الكرام دون بيانها وذكر موضعها بل الرمي والمضي دون ردها علميا.
ويظهر في هذا النقد ارتباك الكاتب وحيرته وتناقضه مع مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في باب الإيمان.
وفي هذا النقد تظهر مخالفة الكاتب لمنهج السلف في أن الكفر إنما هو عدم أصل الإيمان، فهو يفهم الكفر مقابل الإيمان الذي هو التصديق والقول والعمل، فمن فقد واحدا منها فهو كافر، وهذا خطأ عظيم مخالف لما عليه أئمة السلف، بل مخالف لكثير من النصوص الصحيحة الصريحة التي لا يسع أحد سني على منهج أهل السنة مخالفتها، وقد فصلت في آخر الكتاب النصوص المستفيضة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية القاطعة بهذا الأصل في بيان معنى أصل الإيمان وأنه في القلب فقط، وبيان أن الكفر لا يحصل إلا بفقد هذا الأصل دون غيره.
ولا بد لي هنا أن أوكد أن عقيدتي في الإيمان هي عقيدة السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أدعو لها ولوسطيتها على مدى أكثر من أربعين سنة وأفخر أني تحملت لأجلها بعون الله تعالى على مدى كل تلك السنوات أنواع الأذى لأجل الدعوة إليها. أقول هذا لكي لا يفهم بعض المتعصبين للكاتب أني أدافع في هذا النقد عن عقيدة الأشاعرة في الإيمان لأني أشعري، بل لأمور: الأول: الدفاع عن الحق والإنصاف ولو على المخالف (ولا يجرمنكم شنئآن قوم على أن لا يعدلوا)، والثاني: الدفاع عن منهج سلف الأمة الصالح، وأن منهج الكاتب مخالف لمنهج السلف في الإيمان، بخلاف دعوى الكاتب أن منهجه هذا هو منهج السلف.
الثالث: أن الكاتب أراد بلصق تهمة الجهمية بالأشاعرة، وبالتالي بأكثر الأمة، الوصول إلى تقرير منهجه المتطرف الخطير في أمة الإسلام الواحدة.
لم يتم العثور على نتائج