العبادات الآثمة

الديانات المحرّمة على مر التاريخ بعرض شيق لها.
إن فكرة الدين والوجود والخالق والعبادة هي الفكرة الأزلية التي رافقت الإنسان والعقل البشري في جميع مراحل تطوره، ولأن التطور العقلي لا يتم إلّا بمجموعة من المعطيات الفكرية الوجودية كان لا بدّ للإنسان من كشف خبايا الطبيعة وخبايا النفس القلقة فيه، فقامت الحضارات على أُسسٍ دينية لتأكيد وجودها مع افتقار كبير في التفسيرات العقلانية الواقعية، وبما أن المنطق هو الذي يحكم الأشياء وبه تُعرف فقد كانت فكرة الماورائية هي المُسيطر في هذه الحضارات.
عجز الإنسان عن كشف خفايا الطبيعة الخارقة بنظره علاوة عن الفيضانات والزلازل وتعاقب الليل والنهار والفصول والكسوف والخسوف والبرق والرعد، فقد كانت هناك أمور أقرب إلى العقل منها مثل الأحلام والموت والسعادة والفرح والحزن والرغبة الجنسية البدائية وحب التجمُّع والمشاركة، وعلى هذه الأساس تراكمت الثقافات الحيّة عبر قرون من الزمن في العصور القديمة على نقاط تفسير غامضة إلى أن وصلت إلى مرحلة من العبادة الحقة لمعبود واحد جلّ وعلا عن تشبيه المخلوقات وترفّع عن الزوجة والعدد، وبدأت تنهار فكرة الدين القديمة لتبقى الحضارة وتتحول الطقوس الدينية إلى أساطير ثقافية تُعبّر عن حضارة الخيال وأدبها وتطورها وازدهار الفكر في هذه الحضارات السابقة والأمثال كثيرة.