دماء ودموع

في مقدمة الكتاب يهدي الروائي أحمد سمير رواية دماء ودموع لسوريا وأهلها الأحرار، للشام الفردوس المفقود الخاص بالعرب، للأطفال اللي راحت ابتسامتهم، للناس الجدعة اللي لسه عايشين في الملاجئ لحد دلوقتي، للمهاجرين من الموت للمجهول، لوطن اتحول من جنة إلى خراب.

الرواية:

تتكلم الرواية عن تحرير العبيد في أمريكا، وعن وثيقة الاستقلال، عن حياة يمكن كتير مننا مايعرفش عنها كتير، عن فكرة أنك تكون عبد لا تملك من حياتك وحياة أسرتك أي شيء، عن الإحساس بالظلم والقهر والتعب والمرض والخوف والفزع والتوتر، عن القتل اللي من غير سبب، الرواية دي ممكن نعتبرها واحدة من أهم الروايات اللي تناولت قضية إنسانية كتبت عنها باحترافية. دماء ودموع هى رواية تاريخية، تحاول تكمل ما فات هاريت بيتشر إستو في" كوخ العم توم "وما فات مارجريت ميتشيل في" ذهب مع الريح "وتخبرك بما لم يخبرك به أليكس هيلى في رواية" جذور "وما أخفاه هوارد فاست وهو يحكي" سبارتكوس "
تاخذك إلى الاستعباد في روما أيام حلبة الكولسيوم وقتل المسيحين … وثورة الزنج في العراق، وكمان بتوديك لحضارات إفريقية وأسياوية، بتجري بيك في مناطق تاريخية كتير، هتلاقي فيها كلام عن الاستعباد في أوربا وسقوط الأندلس والمنفيين من إسبانيا والقتلى في شبة جزيرة إيبريا ومحاكم التفتيش اللي وصفها الكاردينال ريشيليو بمقولته الشهيرة" من أسوء ما سجلت أسفار التاريخ من ظلم وفظاعة " .. وظهور مارتن لوثر كينج، هتتكلم عن انفصال الكنيسة البروتستانتية عن الكاثوليكية وحرب الثلاثين عام .. عن كتابات "مونجوبارك" اللي وصف فيها تجارة الرقيق وما يعانيه العبيد على سفن الموت وقد إيه قدر يأثر في مشاعر الأوروبين، وكان من تأثيره إعلان جون نيوتن تاجر العبيد توبته، هنعرف فيها عن إعلان إنجلترا عام 1807م إن المتاجرة فى العبيد أمر غير شرعي.. وبعدين التحول اللي عملته إنجلترا بقرارها إن ليها الحق فى توريد العبيد إلى المستعمرات الفرنسية والأسبانية.

أحمد سمير كاتب شاطر ولغته ممتعة وقوية وبيعتمد على الأحداث والسرد أكتر من التشبيهات والاستعارات واللعب باللغة، ويمكن ده راجع لكمية الأحداث التاريخية الكتير جدًا المذكورة في الرواية، لكن الواضح جدًا إن الرواية أخدت منه وقت طويل جدًا علشان تطلع بالشكل ده، فهي رواية ومرجع لفكرة الاستعباد والظلم.