التعويذة الأخيرة
تسردونت نيسمضال
تاريخ النشر:
٢٠٢٣
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
٢٦١ صفحة
الصّيغة:
٦٠٠
شراء
نبذة عن الكتاب
قيل دومًا إن الصفحة الأولى هي الأصعب، ربما لأن ليس لديك أي شيء كي تسرده، ربما ما لديك لا يستحق السرد، وربما لأن لديك الكثير الذي تود أن تكتبه، ولكن من زحام أفكارك لا يستوعب عقلك كيفية تنظيم تلك الأفكار، وربما تريد أن تنسى.. أن تنسى كل شيء.. صدقني هناك أشياء ما وذكريات ما، ومشاهد ما تستحق وبجدارة أن تُمحى من الذاكرة..تُمحى تمامًا كي لا يبقى لها أي أثر.. إنها تلك الذكريات التي ليست فقط تؤرقك ليلًا فيجافي عيناك النوم فحسب، كلا، إنها تلك الذكريات التي تطاردك نهارًا قبل الليل فلا فارق بينهما لديك، كلاهما مرعب..مخيف.. مفزع..ذلك النوع من الخوف الذي يجعل إغلاق عينيك مغامرة جريئة، ويجعل قلبك ينسى كيف كان طعم الخفقان الهادئ ودقات تلك العضلة القلبية بطمأنينة، الخوف الذي يجعلك ترحب باحتباس بولي على أن تغادر فراشك في الطريق إلى دورة المياه ليلًا، طريق قد لا تعود منه، ولا تدري من الذي خلفك ومن الذي يرافقك ومن الذي ستراه في حمامك والأفظع.. من الذي ستراه في فراشك إذا عدت سالمًا من تلك الرحلة القصيرة وأتيحت لك الفرصة كي تلبي نداء الطبيعة بسلام.
كلا، لا تأخذ عني فكرة خاطئة، فأنا لم أكن ممن يخافون بسهولة، لم أكن ممن يخافون أصلًا، لم أكن يومًا ممن يغلقون الأبواب بعشرة أقفال كي لا يتهجم على اللصوص ليلًا، ولم أكن ممن يغطون أرجلهم عند النوم خائفين من أن يأكلهم ""العوو"" إذا خرجت أرجلهم خارج تلك الشرنقة التي يبيتون فيها، لم أخف يومًا أن أخرج أتمشى في الصالة ليلًا أو أذهب كي أشرب واتخيل أن أرى الشيطان جالسًا يأكل لقمة على طاولة مطبخي!
صدقني أنا لا أعرف، لا أعرف نفسي الجديدة التي أصبحت أخافها هي ذاتها، لا أعرف شيئًا، لكن هناك ما حاولت ان أعرفه ليتني ما فعلت، كلا كان لا بد أن أفعل وأن أعرف، فما كنت أبحث عنه كان أغلي من أن أخاف أو أفكر أو أحسب ما الذي سيحدث بعدها، فهناك مواقف يجلس فيها المنطق على جانب، فلا مجال فيها سوى أن تُلقي نفسك في اليم،إما أن تسبح للشاطئ وتكون حيًّا أو أن تغرق فلا يتبقى من ذكراك سوى كلمتين..الله يرحمه..
إذا وجدت مذكراتي هذه بين يديك فاعلم أنها وصلت لك لسبب.
سليم
القاهرة، 2015
كلا، لا تأخذ عني فكرة خاطئة، فأنا لم أكن ممن يخافون بسهولة، لم أكن ممن يخافون أصلًا، لم أكن يومًا ممن يغلقون الأبواب بعشرة أقفال كي لا يتهجم على اللصوص ليلًا، ولم أكن ممن يغطون أرجلهم عند النوم خائفين من أن يأكلهم ""العوو"" إذا خرجت أرجلهم خارج تلك الشرنقة التي يبيتون فيها، لم أخف يومًا أن أخرج أتمشى في الصالة ليلًا أو أذهب كي أشرب واتخيل أن أرى الشيطان جالسًا يأكل لقمة على طاولة مطبخي!
صدقني أنا لا أعرف، لا أعرف نفسي الجديدة التي أصبحت أخافها هي ذاتها، لا أعرف شيئًا، لكن هناك ما حاولت ان أعرفه ليتني ما فعلت، كلا كان لا بد أن أفعل وأن أعرف، فما كنت أبحث عنه كان أغلي من أن أخاف أو أفكر أو أحسب ما الذي سيحدث بعدها، فهناك مواقف يجلس فيها المنطق على جانب، فلا مجال فيها سوى أن تُلقي نفسك في اليم،إما أن تسبح للشاطئ وتكون حيًّا أو أن تغرق فلا يتبقى من ذكراك سوى كلمتين..الله يرحمه..
إذا وجدت مذكراتي هذه بين يديك فاعلم أنها وصلت لك لسبب.
سليم
القاهرة، 2015
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج